أ.وجدي الزيان
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 17/12/2009
| موضوع: وقفات مع الهجرة المباركة الخميس ديسمبر 17, 2009 3:23 pm | |
| وقفات مع الهجرة المباركة أ. وجدي محمد الزيان إن الله عز وجل جعل قداسة الدين والعقيدة فوق كل شيء فلا قيمة للأرض والوطن والمالوالجاه والسلطان إذا كانت العقيدة وشعائر الدين مهددة بالحرب والزوال، ولذا فرض الله على عباده أن يضحوا بكل من هذه الأشياء الدنيوية إذا اقتضى منهم الأمر ذلك فيسبيل العقيدة ونصرة الدين ورفعة الإسلام ورفع رايته ليشمل الدنيا بأَسْرها. فالسنةالربانية في هذه الدنيا تقتضي أن تكون القوى المعنوية المتمثلة في العقيدة الصحيحةوالدين الحق هي الحافظة للمكاسب المادية فمهما كانت الأمة كانت الأمة غنية في خلقهاالصحيح متمسكة بكتاب ربها سبحانه وتعالى سائرة في طريق دينها سالكة سنة نبيها صلىالله عليه وسلم فإن ما لها من سلطان مادي والذي يتمثل في الوطن والمال والدولةالمستقلة يغدو أكثر تماسكاً وأرسخ بقاء وأمنع جانباً، والعكس طبعاً صحيح أي إذاتهاونت الأمة في تطبيق الإسلام والسير على هداه والتمسك بسنة النبي صلى الله عليهوسلم فإنها تكون تائهة في عقيدتها مهزومة ذليلة، وخير دليل على ذلك قول الرسول صلىالله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي"،والشاهد الآخر والأهم في مقالنا هذا هو الهجرة المباركة هجرة الرسول صلى الله عليهوسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وإن كانت ظاهراً تركاً للوطن وتضييعاًلحقه وتفريطاً به إلا أنها كانت في حقيقة الأمر وواقعه ضماناً له وحفاظاً عليه فقدعاد بعد سنوات قلائل بفضل حفاظه على القوى المعنوية والسيرة العطرة وبناء الدولةالإسلامية على أركان القرآن الكريم عاد إلى وطنه الذي خرج منه ليلاً عاد إليهنهاراً عاد إليه منتصراً فاتحاً بعد أن خرج إليه مهزوماً عاد قائداً لجيوش الإسلاملجيوش الفتح المباركة، وبعد أ، وصل لمكة وأعزه الله عز وجل ونصره وقف أمام أهلهاوقال لهم: ما تضنون أني فاعل بكم قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال: اذهبوافأنتم الطلقاء، سامحهم تطبيقاً لخلق الإسلام وتمسكاً بهديه وتعاليمه الصحيحة فاللهعز وجل يقول: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَمَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" {غافر 51-52}، ويقولسبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّاللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" {العنكبوت/69}. الهجرة المباركة حادث عظيم وتحولخطير في تاريخ الإنسانية لم يوجد في حياة أمة من أمم الأرض ولا في حياة زعيم منزعماء الدنيا فتجلى فيها صدق الإرادة وكمال البطولة وقوة الإيمان وكمال التضحيةوالفداء، وقد فرَقت بين الحق والباطل وبين الخير والشر، وفصلت بين الهدى والضلالوالنور والظلام وأرست دعائم العدالة وأعلت صروح الفضيلة، كل ذلك جعل أمير المؤمنينعمر بن الخطاب رضي الله عنه يجعل التاريخ الإسلامي يبدأ من يوم هجرة الرسول صلىالله عليه وسلم. الهجرة المباركة كانت انتصاراً للحق الأعزل إلا من الإيمانالصادق والخلق الفعّال، انتصر هذا الحق أمام الباطل الذي يريد أ، يقضي عليه "وَقُلْجَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا" {الإسراء/81}. وما أشبه الليلة بالبارحة فذكرى الهجرة تطالعنا اليوم ونحن نواجه قوى الشر والعدوانوهي أشد ضراوة وأشد خطراً وأشد عدواناً تريد أن تقضي من جديد على دعوة الحق ورسالةالتوحيد وترد المجتمع إلى عهود الجاهلية الأولى. والله عز وجل قال في محكمالكتاب: "إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَكَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَتَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُبِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَىوَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" {التوبة/40} نقفهنا ونرى أحداث الهجرة الطيبة فنرى أننا نأخذ منها أجل العبر وأهم الحكمومنها: * حب الوطن: فالهجرة المباركة للمسلمين عامة ولشعب فلسطين في هذا الوقتبصفة خاصة تعليم نبوي واضح بمحبة الأوطان بالتضحية من أجل الوطن مع المحافظةالكاملة على تطبيق الإسلام، فقد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجراًليعلم المسلمين عامة لاسيما أهل فلسطين حب الوطن ومكانته فيقول صلى الله عليه وسلموهو واقف على حدود مكة ينظر إليها من بعيد يقول: "والله إنك لأحب بلاد الله إلىالله وأحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت". * التضحية: فقد نامفي فراشه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مضحياً بذلك من أجل دعوةالإسلام ومن أجل الرسول صلى الله عليه وسلم. * دور المرأة البارز: فقد قامتأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بدور عظيم، فقد كان لها الدور في إيصالالطعام والأخبار للرسول صلى الله عليه وسلم ولأبيها رضي الله عنه عندما كانا فيالغار، وهذا يبين دور المرأة ومكانتها. * مكانة المسجد: فقد بدأ النبي صلى اللهعليه وسلم في بناء المسجد النبوي ليؤسس الجيل القرآني الصالح، فالمسجد النبوي رغمصغره إلا أنه كان نبراساً للعلم والتعليم خرّج جيلاً عظيماً من الصحابة رضوان اللهعليهم فقادوا أمتهم وأعلوا دينهم، هذا المسجد الذي ضم العلماء والقادة، * الأخوة الإسلامية: وهذهما نرجوها في هذه الأيام، فقد آخر الرسول صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينةالمنورة، فآخى بين الأوس والخزرج وبين المهاجرين والأنصار تحقيقاً لقوله سبحانهوتعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْوَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" {الحجرات/10}، والرسول نفسه عليهالصلاة والسلام قال: "المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهمأقصاهم وهم يد على من سواهم"، فالأخوة الإسلامية فريضة ربانية وسنة نبوية وقاعدةراسخة في بناء المجتمع الإسلامي، واليوم ونحن نجاهد من أجل حريتنا وبناء دولتنا فإنمن واجبنا أن نحفظ أخوتنا وأن نوحد صفوفنا ونجمع كلمتنا ليكون النصرحليفنا. وختاماً: ندعو كل مسلم إلى أن يجعل مصلحة الدين والعقيدة فوق كل مصلحة،مدافعاً عن دينه ووطنه الغالي، مضحياً بالغالي والنفيس من أجل ذلك، وأن يجعل دعوتهخالصة لله تعالى، وأن يحقق أخوة الإسلام التي أمرنا بها الله تعالى.
عدل سابقا من قبل أ.وجدي الزيان في الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 6:44 am عدل 4 مرات | |
|
أبو صهيب
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: وقفات مع الهجرة المباركة السبت ديسمبر 19, 2009 3:23 pm | |
| مشكور يا استاذنا على هذا الموضوع تحياتى :أحمد سمور | |
|